كلمة عميد كلية الشريعة

  بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة عميد كلية الشريعة  

الأستاذ الدكتور عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني


كلية الشريعة هي  صرح من صروح العلم والدعوة إلى الله تعالى في المملكة الأردنية الهاشمية،  تؤدي رسالتها الدعوية والعلمية في إعداد الدعاة القادرين على تقديم الخطاب الإسلامي الراشد المعبر عن سماحة الإسلام ورحمته بالعالمين.

وتؤدي رسالتها الوطنية في رفد الأردن بالكفاءات العلمية المتميزة التي تدرك واجبها الشرعي  في بناء الإنسان وإعمار الأوطان.

وتؤدي رسالتها الإنسانية في نشر معاني الخير والبر والعدل والتعاون بين الناس على القيم الإنسانية الجامعة.

لقد استطاعت كلية الشريعة عبر مسيرتها الممتدة أن تخرّج أجيالاً من علماء الشريعة والدعاة إلى الله تعالى الذين أخذوا مواقعهم الفاعلة في المؤسسات التربوية والدعوية والقضائية والتشريعية والعسكرية، واستطاعوا أن يكونوا سواعد بناء وتنمية لأردننا الغالي يدافعون عن هويته وثقافته الإسلامية، ويحافظون على أمنه الفكري والأخلاقي، ويبنون نهضته وازدهاره ويدافعون عن قوته واستقراره.

كما خرّجت كلية الشريعة مئات الطلبة من أبناء الوطن العربي والعالم الإسلامي والإنساني الذين شكلوا منارات هدى ونور،  ورسل محبة وخير، في بلادهم  وأوطانهم .

وإن كلية الشريعة إذ تعتز برسالتها العلمية وبأثرها الإسلامي والإنساني فإنها تعتز بكادرها العلمي المتميز من أعضاء الهيئة التدريسية، الذين يؤمنون بضرورة صياغة  الشخصية المتوازنة لدى طالب العلم الشرعي التي تجمع بين الانتماء للأصل والارتباط بالعصر، وبأهمية بناء العقلية العلمية الواعية القادرة على  التعامل مع تحديات العصر ومقتضياته، ويؤمنون بأهمية إنتاج العلماء القادرين على التفكير والتحليل والنقد، وبتخريج الدعاة المؤهلين للتصدي للفكر الظلامي والتكفيري، وبتفنيد شبهات دعاة العنف والتطرف.

ومن أجل ذلك فقد وُضعت البرامج العلمية الرصينة والخطط الدراسية المحكمة التي تؤكد على أن نصوص الوحي تمضي جنبا إلى جنب مع مقتضيات العقل وموجباته، وأن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، وأن إقامة مصالح الإنسان هي القيمة المحورية والمقصد الكلي للشريعة الإسلامية ، وأن حفظ الأوطان وبناءها وإعمارها عبادة وطاعة يتقرب فيها إلى الله تعالى .

وليس غريبا أن يكون لكلية الشريعة بالجامعة الأردنية هذا الحضور العلمي والاجتماعي والإنساني وهي تحظى برعاية القيادة الهاشمية حفظها الله ورعاها ، وإننا لنتطلع أن يكون للكلية في قادم المزيد من القوة والحضور والفاعلية في ظل راعي العلم والعلماء عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أعزه الله وحفظه ورعاه.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



​​