المؤتمر الدولي لكلية الشريعة بعنوان: ( مستجدات العلوم الشرعية )

 

عقدت كلية الشريعة تحت رعاية الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة مؤتمرها الدولي المعنون بـ ( مستجدات العلوم الشرعية )، في الفترة الواقعة ما بين( 30-31/7/2019).

 

قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة إن نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك وقبول الآخر بات حاجة أساسية وملحة في ظل الظروف الحساسة التي نمر بها من كافة النواحي.

 

وأضاف أنه لا بدّ من زرع هذه الثقافة في نفوس وعقول النشء، لأنها تساهم بشكل فعال في خلق جيل واع قادر على تحمل أعباء المسؤولية وقيادة المرحلة القادمة بشكل إيجابي وسليم، لأن مثل هذه الثقافة تشكل ترسيخاً قوياً لمعالم الوحدة الوطنية التي ينبغي بناؤها على أساس من الثقة والانتماء.

 

في حين، قال عميد كلية الشريعة الدكتور عدنان العساف إن المؤتمر الذي تعقده الكلية للمرة الأولى من حيث الموضوعات والعناوين، بمظلة علمية شاملة تجمع مختلف تخصصات علوم الشريعة والدراسات الإسلامية، جاء بهدف إعطاء فرصة للباحثين بتقديم مساهمات بحثية ذات إضافة نوعية للعلوم الشرعية، الذي يعد من أنفس العلوم وأهمها وأكثرها تأثيرا على المجتمعات وحلا للمشكلات، وبه يكون صلاح النفس والدين.

 

وأضاف أن المؤتمر ينطلق من رؤية كلية الشريعة في تحقيق الفهم الشمولي الوسطي للإسلام للوصول إلى مستوى علمي رفيع بحثيا وأكاديميا، ورسالتها الرامية إلى تحقيق الوسطية والاعتدال وخدمة قضايا الأمة والمجتمع، بما ينسجم مع أهداف الجامعة الأردنية ذات السمة الإنسانية والعالمية.

 

بدوره، قدّر مدير عام البنك الإسلامي الدكتور حسين سعيد الفرصة التي أتيحت للبنك من قبل الجامعة الأردنية للاستمرارية في رعاية مؤتمرات كلية الشريعة سنويا، لتقديم نموذج عملي للشراكة الحقيقية بين الجامعة والبنك الإسلامي، معربا عن أمله في أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه ويتيح المجال أمام الباحثين في العلوم الشرعية للحوار وتبادل الخبرات والخروج بنتائج تدعم وتعزز من منهج التأصيل الشرعي والبحث العلمي.

 

إلى ذلك أكدت مقررة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتورة هيام السعودي أن العلوم الشرعية هي هوية الأمة وصمام أمانها، وهي دليل السالكين ومنار المسترشدين، غير أن ما تواجهه هذه العلوم من تحديات وعقبات يحتم على مؤسسات البحث الشرعي ومجامع الفقه الإسلامي، وكليات العلوم الشرعية ودور الفتوى أن تتكاتف جهودها في سبيل تذليل كل تلك الصعاب سعيا في جودة المناهج الشرعية والارتقاء بأساليب التدريس والنهوض بتكوين المعلمين، لتؤدي العلوم الشرعية دورها في إدراك الواقع المعاش والتنبؤ بمآلاته والاستشراف المتوازن بالمستقبل.

 

وفي نهاية الجلسة الختامية تلت الدكتورة أمل النعيمات مساعد العميد لشؤون الطلبة التوصيات التي تمخض عنها المؤتمر، وهي:

 

1.      يرفع المشاركون برقية شكر وتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله معبرين عن أعتزازهم بمواقفه المشّرفة ودعمه المتواصل للقضايا ونصرتها في المحافل الدولية .

2.      يرفع المشاركون برقية شكر وعرفان  إلى عطوفة رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة لرعايته مؤتمرهم مستجدات العلوم الشرعية .

3.      إيصال مضامين رسالة عمان إلى كليات الشريعة في العالم الإسلامي  من أجل اعتمادها في مناهجها التعليمية لما تحويه من نشر لقيم الوسطية والسماحة والاعتدال بعيدا عن الغلو والتطرف.

4.      ضرورة الخروج بآليات جديدة لفهم دلالات الهداية  الواردة في القرآن الكريم مما سيسهم في معالجة ظاهرة الالحاد في العصر الحديث.

5.      ضرورة الإكثار من عقد الندوات التلفزيونية والبرامج التي توضّح الجوانب التربوية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية في القصص القرآني.

6.      تكثيف البرامج التوعوية لبيان مكانة السنة النبوية والكشف عن شبهات الطاعنين فيها وردها من خلال وسائل الإعلام المختلفة وأدوات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية  بالإضافة إلى دعوة الجهات الرسمية ذات العلاقة للمساهمة في ضبط الحرية الفكرية بحيث لا تتعدى على الضرروات الخمس( العقل، والدين، والنفس  والعرض، والمال ) .

7.      تعزيز قيم الأمن الاجتماعي والتأكيد  على تقوية أواصر الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع ومحاربة كل ما من شأنه فك عرى الوحدة وتجنب الغلو والتطرف والتكفير.

8.      ضرورة توحيد الجهود الدعوية  من خلال التنسيق بين مؤسسات العمل الدعوي (كليات الشريعة – الأوقاف – المعاهد الشرعية الخ ...)  للخروج بميثاق دعوي موحد يضع الأصول العامة للمحتوى الدعوي مع ترك الحرية للدعاة في الآليات والفروع والجزئيات والاختيارات الدعوية وتأهيل الدعاة علميا وفكريا  حتى يكونوا قادرين على الدعوة بلغة العصر شكلا ومضمونا.

9.      الدعوة إلى تفعيل الاجتهاد الجماعي والفتوى الجماعية التي  تقوم على النظر المقاصدي واعتماده كلبنة أساسية في تجديد الفقه المعاصر بالإضافة إلى استغلال وسائل التواصل المعاصر لتفعيل تطبيق الاجتهاد الجماعي.

10.  وضع آليات لتوظيف تكنولوجيا التعليم في معالجة المستجدات في نشر العلوم الشرعية خارج المؤسسات التعليمية وعقد دورات تدريبية وورش عمل لتأهيل العاملين في المؤسسات الدينية حتى يصبحوا قادرين على توظيف تكنولوجيا التعليم في خدمة العلوم الشرعية .

11.  الدعوة إلى إنشاء مراكز مشتركة بين كل من علماء الطب وعلماء الشريعة للوصول إلى فتاوى أقرب إلى   في المستجدات الطبية.

12.  ضرورة اهتمام المصارف الإسلامية بالمسؤولية الاجتماعية باعتبارها الوسيلة التي تمكنها من القيام بدورها تجاه المجتمعات ، وهذا يقتضي إنشاء وحدات خاصة بالمسؤولية  الاجتماعية مهمتها المساعدة في تطوير خطط وبرامج واضحة المعالم لأنشطة المسؤولية الاجتماعية .

13.  إن القول بالنقود الافتراضية أمر في منتهى الخطورة لإمكان سحب الاعتراف بها في أية لحظة  خاصة في الأزمات والحروب. وبناء عليه تبقى قاعدة الذهب أو الفضة هي القاعدة الراسخة في عقول الأمم  فلا ينبغي التخلي عنها بحال من الأحوال ، كما ينبغي إقرار المال الرقمي حصراً في البنوك المركزية للدول مدعوما بالذهب والفضة.

14.  تأسيس نظرية التسويق الإسلامي بشكل ممنهج وتطبيقها في مجال الصيرفة الإسلامية وإقامة برامج موجهة للفئات المؤثرة في عمليات التسويق للتعريف بضوابطه ومحظوراته . وإقامة شراكات مع الهيئات الفاعلة بغية الالتزام بضوابط الانتاج والتسويق الحلال .

15.  توظيف نظام الوقف الإسلامي في معالجة مشاكل الفقر والبطالة وتحقيق معاني التكافل الاجتماعي من خلال  مشاريع إستثمارية حقيقية لأموال الوقف.

16.  الاهتمام  بالنماذج التطبيقية المعاصرة والمستجدة للوقف  وتهيئة المناخ والتسهيلات المادية والمعنوية لقيامها وتفعيلها.

17.  قيام صناديق الزكاة في البلاد العربية الاسلامية بعمل دراسات حول جدوى اخراج القيمة وآثارها المرجوة من تعميم القول بجواز الاخراج بالاضافة إلى قيام هذه الصناديق بإستثمار أموال الزكاة في تعظيم عوائدها وتأهيل الشرائح المستهدفة بها  كي تتحول هذه الشرائح من آخذة للزكاة الى مخرجة لها.

18.  التركيز على توفير التدريب والتمرين للطلبة والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية المعاصرة على استخدام منهجيّات موضوعية معتدلة أسوة بعلمائنا السابقين الذين طبقوا هذه المنهجية الموضوعيّة المتوازنة.

التعامل مع الكتب والمصادر في الدراسات الإسلامية بالدراسة العميقة القائمة على التفكير والتحليل والاستنباط في ضوء مقاصد الشريعة وأصولها ومصادرها.