عقد مؤتمر بعنوان "الواقع المائي في الأردن...التحديات والحلول من منظور إسلامي"

شاركت كلية الشريعة في تنظيم المؤتمر الأول لطلبة كليات الشريعة في الجامعات الأردنية، بالتعاون بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي( GIZ) بعنوان (الواقع المائي في الأردن... التحديات والحلول من منظور إسلامي )،  وقد انعقد المؤتمر بشكل افتراضي على تطبيق( Zoom )، برعاية معالي الدكتور محمد الخلايلة – وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، يوم السبت، الموافق 12/12/2020، وتم بثه على موقع المؤتمر على تطبيق( Facebook ).
وقد ألقى الأستاذ الدكتور عدنان محمود العساف عميد الكلية كلمة عمداء كليات الشريعة، وبين فيها أن المؤتمر يهدف لتحفيز طلبة العلم على البحث والنظر في الأولويات الوطنية وما يتصل بواقع المجتمع ومشكلاته انطلاقاً من حرص كليات الشريعة، على المضي قدماً في دعم مسيرة التقدم والبناء الوطنية وتحقيق الرؤية الملكية السامية في الاهداف الاستراتيجية للتعليم العالي، والمحافظة على المياه وتحسين سلوك التعامل معها أمراً يمس البشرية ومستقبلها، من هنا جاء مشروع تحسين استخدام المياه المجتمعي بالتعاون مع المؤسسات الدينية للمحافظة على الماء ونشر ثقافتها.
وقد شارك في المؤتمر نخبة من طلبة كليات الشريعة الثمانية بأوراق بحثية، تناولت جملة من المحاور المهمة منها ما يتصل بالتحديات القائمة في الواقع المائي في الأردن، وسبل التعامل معها من منظور إسلامي،  ومنها ما يستشرف التنمية المستدامة ودور المحافظة على المياه في تحقيقها، الذي يجسد مبادئ
 راسخة في ديننا الحنيف كمبدأ عمارة الأرض واستخلاف الإنسان فيها، ومنها ما يبرز دور الشباب أمل الأمة وقادة المستقبل، ودورهم المنشود في إدارة الأزمة وحل مشكلاتها، مع إلقاء الضوء على النتائج الطيبة التي حققتها فرق  H2O  الطلابية، والتي تعمل في جامعاتنا الأردنية تحت إشراف أساتذتهم ضمن نشاطات مشروع تحسين استخدام المياه المجتمعي.
وقد توصل المؤتمرون إلى جملة من التوصيات والتي تلاها الأستاذ الدكتور عبد المجيد الصلاحين:
أولاً: نشر الوعي البيئي بين الناس، من خلال برامج خاصة للتوعية المائية، وتفعيل دور الإعلام والصحف بحيث تشمل جوانب متعددة في تعديل السلوكيات المائية بمنع الإسراف، وتعزيز أهمية المحافظة على موارد المياه وعدم هدرها.
ثانيا: تفعيل الدور المؤسسي والمجتمعي في تحسين كفاءة استعمال المياه ، بدءاً من الأطفال في البيت، ثم التوجيه التربوي في المدارس والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني وصولاً للحل الأمثل في ضبط السلوكيات المرتبطة باستعمال الماء .
ثالثا: على مستوى المناهج التعليمية في المدارس: يوصي بإضافة دروس خاصة بكيفية معالجة الإسلام لمشكلة نقص المياه، والتوعية بأحكام المياه في الفقه الإسلامي، تضاف لمادة التربية الإسلامية، ودروس أخرى خاصة بالآليات والإجراءات التنفيذية لمعالجة التحديات التي تواجه مشكلة المياه في الأردن تضاف لمادة التربية الوطنية. 
رابعاً: على مستوى المناهج التعليمية في الجامعات: يوصى بتضمين قضايا المياه ومشكلاتها في المناهج ومنابر التوعية المختلفة بما يتناسب وحجم التحديات التي يواجهها الأردن. 
خامسا: التأكيد على تنفيذ المشاريع التي تحسن من كفاءة استعمال المياه في الجامعات، مثل: بناء محطات تنقية لجميع المتوضأت في كافة كليات الجامعات، وتخفيض الهدر الموجود في المياه من خلال: ري المزروعات في الجامعات بانتظام ضمن الساعات والأيام والكميات المستعملة، واستعمال مضخة ماء بحجم مناسب لمساحة مسجد كل جامعة. 
سادساً: عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل على نطاق الجامعات ومؤسسات المجتمع الحكومية والمدنية، لرفع القدرات المهارية والمعرفية لدى المسؤولين والباحثين والطلاب، بتبادل الخبرات ودعم مشاريع التنمية المستدامة ولاستثمار دور المؤسسات في مجال التوعية وإرشاد الناس بضرورة الاقتصاد في الموارد المائية، وتفعيل دور ( الشباب القدوة ) لتغيير النمط السلوكي في مشاكل استعمال المياه.
 سابعاً: إبراز دور فرق إسلام H20، من خلال عمل منشورات خاصة للتعريف ببرامجهم وأهدافهم ، وتعزيز دور العمل التطوعي لديهم بتدريبهم ورفع كفاءتهم وخبراتهم في برامج تحسين كفاءة استعمال المياه، من خلال جميع الفرق في الجامعات. 
ثامناً: على نطاق المشاريع الوطنية: الدعوة إلى توجيه الوزارات المختصة كوزارة الطاقة، ووزارة المياه إلى تطبيق مشاريع الطاقة المائية، التي من شأنها التخفيف من تفاقم مشكلة البيئة وتغير المناخ، وخفض كلف إنتاج الكهرباء بانتاجها من مشاريع الطاقة المائية. 
تاسعاً: تفعيل الأحكام الشرعية الإسلامية في خدمة المشاريع المائية، على مستوى الجامعات والمستوى الوطني، من خلال مشاريع الوقف المائي ، ومشاريح الحصاد المائي، ومشاريع إحياء الأرض الموات، وهو ما يعود بفائدة كبيرة اقتصادية، وبيئية، ويسهم في الحفاظ على الأمن الغذائي، والحصول على مياه آمنة.
عاشراً: تفعيل دور خطباء المساجد والوعاظ، من خلال: تدريبهم على التعامل مع الجمهور في إيصال رسالة التوعية المائية بطريقة ناجحة، واشراكهم في مشاريع خدمة المجتمع المحلي لدعم الجانب التوعوي والتحسين السلوكي في أحكام المياه واستعماله. 
الحادي عشر: على نطاق الثقافة المجتمعية: عقد المسابقات البحثية على عدة مستويات، لدعم أفكار ابتكارية جديدة لتحسين كفاءة استعمال المياه والمحافظة على الثروة المائية، وتعزيز الفهم الشرعي في التعامل مع المياه.
  وتقدم المشاركون في المؤتمر بالشكر الجزيل والامتنان للمملكة الأردنية الهاشمية، الراعية الأولى والحاضنة لمشاريع التنمية والتطوير على المستوى المحلي والدولي، كما ثمنوا دور الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ على مبادراتها المستمرة في رعاية ودعم المشاريع المرتبطة بالمياه في الأردن ، وكذلك أعربوا عن شكرهم لدور وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ووزارة المياه والري، ودائرة الإفتاء، في تعاونهم ومشاركتهم في المؤتمر الكريم، وفي تعاونهم المستمر مع كليات الشريعة في الجامعات الأردنية، في مشروع تحسين كفاءة استعمال المياه في الأردن، وثمنوا دور الجامعات الأردنية عامة وكليات الشريعة خاصة لدورها المميز في تنفيذ المبادرات والمشاريع بالتعاون مع الوكالة الألمانية والوزارات المعنية في كافة المجالات المرتبطة بمشروع تحسين كفاءة المياه في الأردن.