كلّيّة الشّريعة في "الأردنيّة" تعقد ندوة احتفالًا بالمولد النّبويّ الشّريف

خبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) نذير ملكاوي – مندوبًا عن رئيس الجامعة الأردنيّة الدّكتور عبد الكريم القضاة، رعى الدّكتور أحمد مجدوبة، نائب الرئيس لشؤون الكلّيّات الإنسانيّة ندوة عقدتها كلّيّة الشّريعة احتفالًا بذكرى المولد النبويّ الشّريف بعنوان "وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين".



واستضافت الكلّيّة ممثّلة بعميدها الدّكتور عدنان العسّاف في هذه النّدوة كُلًّا من: الشيخ عبد الحافظ الربطة؛ قاضي القضاة، والدّكتور هايل عبد الحفيظ داود، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلاميّة الأسبق، والدّكتورة نوال الفاعوري، عضو مجلس الأعيان الأسبق. كما يُذكر أنّ الدّكتورة هيام الزّيدانين من كُليّة الشريعة اضطلعت بإدارة الحوار بين المشاركين.



عبّر العسّاف عن سروره الماثل في قيام كلية الشريعة كُلَّ عام باستضافة هذا الاحتفال بالذكرى المميزة، ذكرى المولد النبوي الشريف، وأكمل مُهنّئًا العالم العربي والإسلامي بهذه المناسبة الطيبة التي نستذكر فيها سنويًّا نبينا الحبيب الذي تعلمنا منه معاني الإنسانية والفخر والتقدم والألفة والمودة بين الجميع. كما لم ينسَ رفعَ التهنئة والتبريك لمقام صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.



وقد أكّد العسّاف حِرصَ كلية الشريعة على بناء مناهجها وخطابها على هدي المصطفى وسنته الشريفة؛ إذ قامت رسالتها على استهداف نشر الوسطية وإعداد جيل واعٍ بقضايا الأمة والإنسانية، يحمل رسالة الإسلام السمح باعتدال، ويدعو إلى الصلاح والرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة.


أمّا الربطة، أوّل المتحدّثين، فبعد شكره للقائمين على هذه الندوة، وإبداء سعادته على احتفاء الجامعة الأردنية بذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم، فقد شدّد على أنّ علينا حالَ استحضار سيرة النبي، أن نستحضر جوانب لا يُمكن إغفالها من شخصيّته، ذاكرًا اثنتان أسعفه الوقتُ لذكرهما: خُلُقه وعقله، إذ كان أكرم الناس خُلقًا، تمامًا كما كان أرجحهم عقلًا.



ولاحقًا، عاد الربطة ليشير أنّنا مهما حاولنا، نظلُّ حيارى أين نبدأ وكيف ننتهي في الحديث عن محمّدٍ النبيّ الكريم، خاصّة أنّ في شخصِه جُمعت شخوصٌ كثيرة: فقد كان رجلًا، وزوجًا وأبًا وابنًا وقائدًا ومُعلّمًا، لا يتّسع الوقت ولا الكلام ليحيط به.



وإذ اتّفق داود والفاعوري مع ما جاء به الربطة، فقد عرّج كلاهما، كلٌّ على طريقته الخاصّة، على الإساءة الكريهة التي تطاول البعضُ بها على سيّد الخلق. فقد قال داود إنّ علينا مسؤولية تتمثّل في تعريف العالم بخاتم الرّسل، فلو عرفوا عنه ما يكفي لما ذموه ولا انتقصوا منه، وأن أفعالهم البغيضة لا تنمّ إلا عن قصر نظر وجهلٍ لا حدود له. 



وتمّم ما ابتدأ به بالتشديد على أن نصرتنا الحقيقية للرسول تكون باقتداء تعاليمه، فلو كانت الأمة على قدر المأمول منها لن تسمح بعد ذلك بأن يتطاول أحدٌ عليه، كما لن يجرؤ أحد بدوره على فعل ذلك، مُستحسنًا هبّة الكثيرين لنصرته بالاستهجان والاستنكار والمقاطعة التجارية، طالما لم يكفّ الآخر عن إساءته.



أمّا فاعوري، فقد تساءلت عن أسباب تجاوز البعض على ثوابت الأمّة الإسلاميّة، ضاربين بعرض الحائط كل الخطوط الحمراء، لتجيب بأنّ كثيرًا من عناصر الأمة الفاعلة تخلت عن واجباتها تجاه دينها ونبيها ولغتها، بل إنّ هنالك بوادرَ للتخلي حتى عن الأوطان والمقدسات، ظنا من أؤلئك أن النجاة والسعادة تتطلب الاستجابة لما يريده الغرباء من خارج الأوطان. لكن، حسب فاعوري، ما لم يدركه أولئك أن السعادة لا تتأتى إلا من شعور المرء بكرامته وعزته وعزة دينه، ذلك الدين الذي غير مجرى الحياة من التيه والجهالة إلى العدل والنور الذي عمّ الكرة الأرضية بكرامة من الرسول وتعزيز من الله.



اختتمت الزيدانين اللقاء بكلمة شدّدت فيها على حاجتنا لاستلهام تعاليم أفضل الخلق سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، خاصّة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمّة والوطن، المرحلة التي نعاني فيها من انتشار فيروس كورونا، حتّى نخرج سالمين، وطنًا وأجسادًا.