تنظيم ندوة، بعنوان: (رسالة السماحة والوئام)، بمناسبة منح جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين جائزة تمبلتون العالمية

نظمت كلية الشريعة، يوم الأربعاء 19/12/2018 ندوة، بعنوان: (رسالة السماحة والوئام)، بمناسبة منح جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين  جائزة تمبلتون العالمية؛ لجهود جلالته في ترسيخ فكر الاعتدال والوسطية ودوره البارز  والفاعل في نشر قيم التسامح والوئام إقليمياً وعالمياً، وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة في كلمته التي افتتح  بها أعمال الندوة: إن لهذه الجائزة معانٍ إنسانية نبيلة جسدها جلالته في جهوده الحثيثة والمتعاقبة لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحرص جلالته الدائم على حماية الحريات والوئام بين الأديان  فكانت "تمبلتون" العالمية ترجمة صادقة وحية استحقها جلالة الملك بجدارة.
وقال مفتي عام المملكة فضيلة الدكتور محمد الخلايلة إن المبادرات الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني تستهدف التسامح والوئام وقبول الآخر كرسالة عمان وكلمة سواء والأسبوع العالمي للوئام.
وشرح الخلايلة مضامين رسالة عمان التي صدرت عام 2004 وتبنتها المملكة كنهج يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام ووقف التجني عليه وردّ الهجمات عنه، بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية التي تحملتها القيادة الهاشمية بشرعية موصولة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خلال الندوة التي أدارها معالي وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأسبق؛ الدكتور هايل داوود أن رسالة عمان جاءت لتصحيح مفاهيم خاطئة متعلقة بالغلو والتطرف، مشيراً إلى أنها صدرت قبل ظهور المنظمات الإرهابية التي مارست القتل والإجرام والدمار.
وحث الخلايلة علماء الأمة على الاستمرار في شرح وبيان مرتكزات هذه الرسالة العالمية المستمدة من مبادئ الإسلام دين الحق والعدالة ونبذ العنف والتطرف والسعي نحو تحقيق الرحمة والخير للناس والرخاء العالمي.
بدوره بيّن قاضي الاستئناف الكنسي الأسبق الأب محمد جورج شرايحة اهتمام ورعاية جلالته للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في الأردن وفلسطين، وقال: "إن جلالته وضع أسساً متينة عمادها العدل والمساواة بين جميع المواطنين مسلمين ومسيحيين ".
وركز الشرايحة على دور جلالته في ترسيخ حرية الأديان والسلم العالمي؛ بهدف إيجاد أرضية مشتركة للعيش الكريم والمحبة بين الناس.
وبين أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المهندس عبد الله العبادي الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ومراحل الإعمار الهاشمي لهذه المقدسات منذ الإعمار الأول في عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مروراً بالملوك الهاشميين الأخيار الملك المؤسس عبد الله الأول ووصولاً لعهد جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.
وعرض العبادي صوراً حديثة للإعمار الذي أنجز للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة، والقبر المقدس والكنائس المحيطة بالقدس الشريف.
وأكد العبادي أن الأماكن الإسلامية والمسيحية هي محط اهتمام جلالته في المحافل الدولية، مشيراً الى الاتفاقية بين الأردن والقيادة الفلسطينية والتي استطاع الأردن بموجبها وضع الأماكن المقدسة على لائحة التراث العالمي.
وكان عميد كلية الشريعة في الجامعة الأستاذ الدكتور عدنان العساف قد ألقى كلمة أشار فيها إلى أهمية جائزة تمبلتون التي تسلمها جلالته والتي تمنح للرياديين ممن لهم جهود متميزة في الوئام بين الأديان وتعزيز مبادئ الحق والعدالة والتسامح وقبول الآخر، وبين دور الكلية في تبني رسالة السماحة والوئام والوسطية في جميع عملياتها الأكاديمية، والبحثية، وقد خرجت أجيالا ممن يدعون إلى الهدى والبشر، ويعلمون الناس السماحة وسبل السلام.
وقد شهدت الندوة حضوراً لافتاً لأصحاب الفضيلة المفتين المدنيين والعسكريين، وقضاة الشرع الحنيف، وأعضاء هيئة التدريس، ورجال الدين المسيحي، والإداريين، ونخبة من طلبة الجامعة، والباحثين فيها.